الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **
هذا الجامع يُعرف موضعه بالثغرة تحت قلعة الجبل خارج باب الوزير أنشأه الأمير سيف الدين منجك اليوسفيّ في مدّة وزارته بديار مصر في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وصنع فيه صهريجًا فصار يُعرف إلى اليوم بصهريج منجك ورتب فيه صوفية وقرّر لهم في كل يوم طعامًا ولحمًا وخبزًا وفي كل شهر معلومًا وجعل فيه منبرًا ورتب فيه خطيبًا يُصلي بالناس فيه صلاة الجمعة وجعل على هذا الموضع عدة أوقاف منها ناحية بلقينة بالغربية وكانت مرصدة برسم الحاشية فقومت بخمسة وعشرين ألف دينار فاشتراها من بيت المال وجعلها وقفًا على هذا المكان. منجك: الأمير سيف الدين اليوسفيّ لما امتنع أحمد بن الملك الناصر محمد بن قلاون بالكرك وقام في مملكة مصر بعده أخوه الملك الصالح عماد الدين إسماعيل وكان من محاصرته بالكرك ما كان إلى أن أخذ فتوجه إليه وقطع رأسه وأحضرها إلى مصر وكان حينئذِ أحد السلاحدارية فأعطى إمرة بديار مصر وتنقل في الدول إلى أن كانت سلطنة الملك المظفر حاجي بن الملك الناصر محمد بن قلاون فأخرجه من مصر إلى دمشق وجعله حاجبًا بها موضع ابن طغريل فلما قتل الملك المظفر وأقيم بعده أخوه الملك الناصر حسن أقيم الأمير سيف الدين يلبغاروس في نيابة السلطنة بديار مصر وكان أخا منجك فاستدعاه من دمشق وحضر إلى القاهرة في ثامن شوّال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فرسم له بأمرة تقدمة ألف وخلع عليه خلع الوزارة فاستقرّ وزيرًا وأستادارًا وخرج في دست الوزارة والأمراء في خدمته من القصر إلى قاعة الصاحب بالقلعة فجلس بالشباك ونفذ أمور الدولة ثم اجتمع الأمراء وقرأ عليهم أوراقًا تتضمن ما على الدولة من المصروف ووفر من جامكية المماليك مبلغ ستين ألف درهم في الشهر وقطع كثيرًا من جوامك الخدم والجواري والبيوتات السلطانية ونقص رواتب الدور من زوجات السلطان وجواريه وقطع رواتب الأغاني وعرض الإسطبل السلطانيّ وقطع منه عدّة أميراخورية وسراخورية وسواس وغلمان ووفر من راتب الشعير نحو الخمسين إردبًا في كل يوم وقطع جميع الكلابزية وكانوا خمسين جوقة وأبقى منهم جوقتين ووفر جماعة من الأسرى والعتالين والمستخدمين في العمائر وأبطل العمارة من بيت السلطان وكانت الحوائجخاناه تحتاج في كل يوم إلى أحد وعشرين ألف درهم نقرة فاقتطع منها مبلغ ثلاثة آلاف درهم وبقي مصروفها في اليوم ثمانية عشر ألف درهم نقرة وشرع ينكث على الدواوين ويحط على القاضي موفق الدين ناظر الحولة وعلى القاضي علم الدين بن زنبور ناظر الخواص ورسم أن لا يستقرّ في المعاملات سوى شاهد واحد وعامل وشاد بغير معلوم وأغلظ على الكتاب والدواوين وهدّدهم وتوعدهم فخافوه واجتمع بعضهم ببعض واشتوروا في أمرهم واتفقوا على مال يتوزعونه بينهم على قدر حال كل منهم وحملوه إلى منجك سرّاَ فلم يمض من استقراره في الوزارة شهر حتى صار الكتاب وأرباب الدواوين أحباءه وأخلاّءه وتمكنوا منه أعظم ما كانوا قبل وزارته وحسنوا له أخذ الأموال فطلب ولاة الأقاليم وقبض على أقبغا والي الغربية وألزمه بحمل خمسمائة ألف درهم نقرة وولى عوضه الأمير استدمر القلنجيّ ثم صرفه وولى بدله قطليجا مملوك بكتمر واستقرّ باستدمر القلنجي في ولاية القاهرة وأضاف له التحدّث في الجهات وولى البحرية لرجل من جهته وولى قوص لآخر وأوقع الحوطة على موجود إسماعيل الواقدي متولى قوص وأخذ جميع خواصه وولي طغاي كشف الوجه القبلي عوضًا عن علاء الدين عليّ بن الكوراني وولى ابن المزوق قوص وأعمالها وولى مجد الدين موسى الهدبانيّ الأشمونين عوضًا عن ابن الأزكشيّ وتسامعت الولاة وأرباب الأعمال بأن الوزير فتح باب الأخذ على الولايات فهرع الناس إليه من جهات مصر والشام وحلب وقصدوا بابه ورتب عنده جماعة برسم قضاء الأشغال فأتاهم أصحاب الأشغال والحوائج وكان السلطان صغيرًا حظه من السلطنة أن يجلس بالإيوان يومين في الأسبوع ويجتمع أهل الحل والعقد مع سائر الأمراء فيه فإذا انقضت خدمة الإيوان خرج الأمير منكليبغا الفخريّ والأمير بيغرا والأمير يلبغا تتر والمجديّ وأرلان وغيرهم من الأمراء ويدخل إلى القصر الأمير يلبغاروس نائب السلطنة والأمير سيف الدين منجك الوزير والأمير سيف الدين شيخو العمريّ والأمير الجيبغا المظفري والأمير طيبرق ويتفق الحال بينهم على ما يرونه هذا والوزير أخو النائب متمكن تمكنًا زائدًا وقدم من دمشق جماعة للسعي عند الوزير في وظائف منهم ابن السلعوس وصلاح الدين بن المؤيد وابن الأجل وابن عبد الحق وتحدّثوا مع ابن الأطروش محتسب القاهرة في أغراضهم فسعى لهم حتى تقرّروا فيما عينوا. ولما دخلت سنة تسع وأربعين عرف الوزير السلطان والأمراء أنه لما ولي الوزارة لم يجد في الإهراء ولا في بيت المال شيئًا وسأل أن يكون هذا بمحضر من الحكام فرسم للقضاة بكشف ذلك فركبوا إلى الإهراء بمصر وإلى بيت المال بقلعة الجبل وقد حضر الدواوين وسائر المباشرين وأشهدوا عليهم أن الأمير منجك لما باشر الوزارة لم يكن بالإهراء ولا ببيت المال قدح غلة ولا دينار ولا درهم وقرئت المحاضر على السلطان والأمراء فلما كان بعد ذلك توقف أمر الدولة على الوزير فشكا إلى الأمراء من كثرة الرواتب فاتفق الرأي على قطع نحو ستين سوّاقًا فقطعهم ووفر لحومهم وعليقهم وسائر ما باسمهم من الكساوي وغيرها وقطع من العرب الركابة والنجابة ومن أرباب الوظائف في بيت السلطان ومن الكتاب والمباشرين ما جملته في اليوم أحد عشر ألف درهم وفتح باب المقايضات باقطاعات الأجناد وباب النزول عن الإقطاعات بالمال فحصل من ذلك مالًا كثيرًا وحكم على أخيه نائب السلطنة بسبب ذلك وصار الجنديّ يبيع إقطاعه لكل من أراد سواء كان المنزول له جنيدًا أو عامّيًا وبلغ ثمن الإقطاع من عشرين ألف درهم إلى ما دونها وأخذ يسعى أن تضاف وظيفة نظر الخاص إلى الوزارة وأكثر من الحط على ناظر الخاص فاحترس ابن زنبور منه وشرع في إبعاده مرّة بعد مرّة مع الأمير شيخو فمنع شيخو منجك من التحدّث في الخاص وخرج عليه فشق ذلك على منجك وافترقا عن غير رضى فتغير يلبغاروس النائب على شيخو رعاية لأخيه. وسأل أن يُعفى من النيابة ويُعفى منجك من الوزارة واستقراره في الأستادارية والتحدّث في عمل حفر البحر وأن يستقرّ أستدمر العمريّ المعروف برسلان بصل في الوزارة فطلب وكان قد حضر من الكشف وألبس خلع الوزارة في يوم الإثنين الرابع والعشرين من شهر ربيع الأوّل وكان منجك قد عزل من الوزارة في ثالث ربيع الأوّل المذكور وتولى أمر شدّ البحر فجبى من الأجناد من كل مائة ديناردرهمًا ومن التجار والمتعيشين في مصر والقاهرة من كل واحد عشرة دراهم إلى خمسة دراهم إلى درهم ومن أصحاب الأملاك والدور في مصر والقاهرة على كل قاعة ثلاثة دراهم وعلى كل طبقةدرهمين وعلى كل مخزن أو اصطبل درهمًا وجعل المستخرج في خان مسرور بالقاهرة والمشد على المستخرج الأمير بيلك فجبى مال كبير وأما استدمر فإن أحوال الدولة توقفت في أيامه فسأل في الإعفاء فأعفي وأعيد منجك إلى الوزارة بعد أربعين يومًا وقد تمنع تمنعًا كبيرًا ولما عاد إلى الوزارة فتح باب الولايات بالمال فقصده الناس وسعوا عنده فولى وعزل وأخذ في ذلك مالًا كثيرًا. فيقال أنه أخذ من الأمير مازان لما نقله من المنوفية إلى الغربية ومن ابن الغساني لما نقله من الأشمونين إلى البهنساوية ومن ابن سلمان لما ولاه منوف ستة آلاف دينار ووفر إقطاع شاد الدواوين وجعله باسم المماليك السلطانية ووفر جوامكهم ورواتبهم وشرع أوباش الناس في السعي عنده في الوظائف والمباشرات بمال وأتوه من البلاد فقضى أشغالهم ولم يرد أحدًا طلب شينًا ووقع في أيامه الفناء العظيم فانحلت إقطاعات كثيرة فاقتضى رأي الوزير أن يوفر الجوامك والرواتب التي للحاشية وكتب لسائر أرباب الوظائف وأصحاب الأشغال والمماليك السلطانية مثالات بقدر جوامك كل منهم وكذلك لأرباب الصدقات فأخذ جماعة من الأقباط ومن الكتاب ومن الموقعين إقطاعات في نظير جوامكهم وتوفر في الدولة مال كبير عن الجوامك والرواتب. ولما دخلت سنة خمسين رسم الأمير منجك الوزير لمتولي القاهرة بطلب أصحاب الأرباع وكتابة جميع أملاك الحارات والأزقة وسائر أخطاط مصر والقاهرة ومعرفة أسماء سكانها والفحص عن أربابها ليعرف من توفر عنه ملك بموته في الفناء فطلبوا الجميع وأمعنوا في النظر فكان يوجد في الحارة الواحدة والزقاق الواحد ما يزيد على عشرين دارًا خالية لا يُعرف أربابها فختموا على ما وجدوه من ذلك ومن الفنادق والخانات والمخازن حتى يحضر أربابها. وفي شعبان عزل ولاة الأعمال وأحضرهم إلى القاهرة وولى غيرهم وأضاف إلى كل وال كشف الجسور التي في عمله وضمن الناس سائر جهات القاهرة ومصر بحيث أنه لا يتحدث أحد معه من المقدّمين والدواوين والشادّين وزاد في المعاملات ثلاثمائة ألف درهم وخلع عليه ونودي له بمصر والقاهرة فاشتدّ ظلمه وعسفه وكثرت حوادثه. فلما كانت ليالي عيد الفطر عزف الوزير الأمراء أن سماط العيد ينصرف عليه جملة ولا ينتفع به أحد فأبطله ولم يعمل تلك السنة. وفي ذي القعدة توقف حال الدولة ووقف مماليك السلطان وسائر المعاملين والحوائجكاشية وانزعج السلطان والأمراء بسبب ذلك على الوزير. فاحتج بكثرة الكلف وطلب الموفق ناظر الدولة فقال: إن الانعامات قد كثرت والكلف تزايدت وقد كانت الحوائجخاناه في أيام الملك الناصر محمد بن قلاون في اليوم ينصرف فيها مبلغ ثلاثة عشر ألف درهم واليوم ينصرت فيها اثنان وعشرون ألف درهم فكتبت أوراق بمتحصل الدولة ومصروفها وبمتحصل الخاص ومصروفه فجاءت أوراق الدولة ومتحصلها عشرة آلاف ألف درهم وكلفها أربعة عشر ألف ألف درهم وستمائة ألف درهم ووجد الأنعام من الخاص والجيش بما خرج من البلاد زيادة على إقطاعات الأمراء فكان زيادة على عشرين ألف دينار سوى جملة من الغلال وأن الذي استجد على الدولة من حين وفاة الملك الناصر في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين إلى مستهل المحرّم سنة خمسين وسبعمائة. وكانت جملة الإنعامات والإقطاعات بنواحي الصعيد والفيوم وبلاد الملك والوجه البحري وما أعطى من الرزق للخدّام والجواري سبعمائة ألف ألف وألف ألف وستمائة ألف معينة بأسماء أربابها من أمير وخادم وجارية وكانت النساء قد أسرفن في عمل القمصان والبغالطيق حتى كان يفضل من القيمص كثير على الأرض وسعة الكم ثلاثة أذرع ويسمينه البهطلة وكان يغرم على القميص ألف درهم وأكثر وبلغ إزار المرأة إلى ألف درهم وبلغ الخف والسرموزة إلى خمسمائة درهم وما دونها إلى مائة درهم. فأمر الوزير منجك بقطع أكمام النساء وأخرق بهنّ وأمر الوالي بتتبع ذلك ونودي بمنع النساء من عمل ذلك وقبض على جماعة منهنّ وركب على سور القاهرة صور نساء عليهنّ تلك القمصان بهيئة نساء قد قتلن عقوبة على ذلك فانكففن عن لبسها ومُنع الأساكفة من عمل الأخفات المثمنة ونودي في القياسر من باع إزار حرير ماله للسلطان فنودي على إزار ثمنه سبعمائة وعشرون درهمًا فبلغ ثمانين درهمًا ولم يجسر أحد أن يشتريه وبالغ الوزير في الفحص عن ذلك حتى كشف دكاكين غسالي الثياب وقطع ما وجد من ذلك فامتنع النساء من لبس ما أحدثنه من تلك المنكرات ولما عظم ضرر الفار أيضًا من كثرة شكاية الناس فيه فلم يسمع فيه الوزير قولًا وقام في أمره الأمير مغلطاي أميراخور فاستوحش منه الوزير واتفق أنه كان قد حج محمد بن يوسف مقدّم الدولة في محمل كبير بلغ عليق جماله في اليوم مائتي عليقة ولما قدم في المحرّم مع الحاج أهدى للنائب وللوزير وللأمير طاز وللأمير صرغتمش هدايا جليلة ولم يهد للأمير شيخو ولا للأمير مغلطاي شيئًا ثم لما عاب عليه الناس ذلك أهدى بعد عدة أيام للأمير شيخو هديه فردها عليه ثم أنه أنكر على الوزير في مجلس السلطان ما يفعله ولاة البر وما عليه مقدّم الدولة من كثرة المال وأغلظ في القول فرسم بعزل الولاة والقبض على المقدّم محمد بن يوسف وابن عمه المقدّم أحمد بن زيد فلم يسع الوزير غير السكوت. فلما كان في رابع عشري شوّال سنة إحدى وخمسين قبض على الوزير منجك وقيد ووقعت الحوطة على سائر حواصله فوجدت له زردخاناه حمل خمسين جملًا ولم يظهر من النقد كثير مال فأمر بعقوبته. فلما خوف أقرّ بصندوق فيه جوهر وقال: سائر ما كان يتحصل لي من النقد كنت اشتري به أملاكًا وضياعًا وأصناف المتاجر فاحيط بسائر أمواله وحمل إلى الإسكندرية مقيدًا واستقر الأمير بلبان السنانيّ نائب البيرة أستادارًا عوض منجك بعد حضوره منها وأضيفت الوزارة إلى القاضي علم الدين بن زنبور ناظر الخاص فلم يزل منجك مسجونًا بالإسكندرية إلى أن خلع الملك الناصر حسن وأقيم بدله في المملكة أخوه الملك الصالح صالح فأمر بالإفراج عن الأمير شيخو والأمير منجك فحضرا إِلى القاهرة في رجب سنة اثنتين وخمسين ولما استقرّ الأمير منجك بالقاهرة بعث إليه الأمير شيخو خمس رؤوس خيل وألفي دينار وبعث إليه جميع الأمراء بالتقادم وأقام بطالًا يجلس على حصير فوقه ثوب سرج عتيق وكلما أتاه أحد من الأمراء يبكي ويتوجع ويقول أخذ جميع مالي حتى صرت على الحصير ثم كتب فتوى تتضمن أن رجلًا مسجونًا في قيد هدّد بالقتل إن لم يبع أملاكه وأنه خشي على نفسه القتل فوكل في بيعها. فكتب له الفقهاء لا يصح بيع المكره. ودار على الأمراء وما زال بهم حتى تحدّثوا له مع السلطان في ردّ أملاكه عليه فعارضهم الأمير صرغتمش ثم رضي أن يردّ عليه من أملاكه ما أنعم به السلطان على مماليكه فاستردّ عدّة أملاك وأقام إلى أن قام يلبغاروس بحلب فاختفى منجك وطلب فلم يوجد وأطلق النداء عليه بالقاهرة ومصر وهدّد من أخفاه وألزم عربان العائد باقتفاء أثره فلم يوقف له على خبر وكبس عليه عدة أماكن بالقاهرة ومصر وفتش عليه حتى في داخل الصهريج الذي بجامعه فأعيى أمره وأدرك السلطان السفر لحرب يلبغاروس فشرع في ذلك إلى يوم الخميس رابع شعبان فخرج الأمير طاز بمن معه. وفي يوم الاثنين سابعه عرض الأمير شيخو والأمير صرغتمش أطلابهما وقد وصل الأمير طاز إلى بلبيس فحضر إليه من أخبره أنه رأى بعض أصحاب منجك فسير إليه وأحضره وفتشه فوجد معه كتاب منجك إلى أخيه يلبغاروس وفيه أنه مختف عند الحسام الصفديّ استاداره فبعث الكتاب إلى الأمير شيخو فوافاه والأطلاب خارجة فاستدعى بالحسام وسأله فأنكر فعاقبه الأمير صرغتمش فلم يعترف فركب إلى بيت الحسام بجوار الجامع الأزهر وهجمه فإذا بمنجك ومعه مملوك فكتفه وسار به مشهورًا بين الناس وقد هرعوا من كلّ مكان إلى القلعة فسجن بالإسكندرية إلى أن شفع فيه الأمير شيخو فأفرج عنه في ربيع الأوّل سنة خمس وخمسين ورسم أن يتوجه إلى صفد بطالًا فسار إليها من غير أن يعبر إلى القاهرة فلما خُلع الملك الصالح صالح وأعيد السلطان حسن في شوّال منها نقل منجك من صفد وأنعم عليه بنيابة طرابلس عوضًا عن أيتمش الناصريّ فسار إليها وأقام بها إلى أن قبض على الأمير طاز نائب حلب في سنة تسع وخمسين فولي منجك عوضًا عنه ولم يزل بحلب إلى أن فر منها في سنة ستين فلم يُعرف له خبر وعوقب بسببه خلق كثير ثم قبض عليه بدمشق في سنة إحدى وستين فحمل إلى مصر وعليه بشت صوف عسليّ وعلى رأسه مئزر صوف فلم يؤاخذه السلطان وأعطاه إمرة طبلخاناه ببلاد الشام وجعله طرخاناه يقيم حيث شاء من البلاد الإسلامية وكتب له بذلك. فلما قتل السلطان حسن وأقيم من بعده في المملكة الملك المنصور محمد بن المظفر حاجي في جمادى الأولى سنةاثنتين وستين خامر الأمير نائب الشام على الأميريلبغا العمري القائم بتدبير دولةالملك المنصور ورافقه جماعة من الأمراء منهم الأمير منجك فخرج الأمير يلبغا بالمنصور والعساكر من قلعة الجبل إلى البلاد الشامية فوافى دمشق ومشى الناس بينه وبين الأمير بيدمر حتى تمّ الصلح وحلف الأمير يلبغا أنه لا يؤذي بيدمر ولا منجك فنزلا من قلعة دمشق وقيدهما وبعث بهما إلى الإسكندرية فسجنا بها إٍلى أن خُلع الأمير يلبغا المنصور وأقام بدله الملك الأشرف شعبان بن حسين وقتل الأمير يلبغا فأفرج الملك الأشرف عن منجك وولاه نيابة السلطنة بدمشق عوضًا عن الأمير عليّ المارداني في جمادى الأولى سنة تسع وستين فلم يزل في نيابة دمشق إلى أن حضر إلى السلطان زائرًا في سنة سبعين بتقادم كثيرة جليلة وعاد إلى دمشق وأقام بها إلى أن استدعاه السلطان في سنة خمس وسبعين إلى مصر وفوّض إليه نيابة السلطنة بديار مصر وعمله أتابك العساكر وجعل تدبير المملكة إليه وأن يخرج الأمهات للبلاد الشامية وأن يولي ولاة أقاليم مصر والكشاف ويخرج الإقطاعات بمصر من عبرة ستمائة دينار إلى ما دونها وكانت عادة النوّاب قبله أن لا يخرج من الإقطاعات إلاّ ما عبرته أربعمائة دينار فما دونها فعمل النيابة على قالب جائر وحرمة وافرة إلى أن مات حتف أنفه في يوم الخميس التاسع والعشرين من ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة وله من العمر نيف وستون سنة وشهد جنازته سائر الأعيان ودفن بتربته المجاورة لجامعه هذا وله سوى الجامع المذكور من الآثار بديار مصر خان منجك في القاهرة ودار منجك برأس سويقة العزي بالقرب من مدرسة السلطان حسن وله بالبلادالشامية عدة آثار من خانات وغيرها رحمه الله. الجامع الأخضر هذا الجامع خارج القاهرة بخط فم الخور عُرف بذلك لأن بابه وقبته فيهما نقوش وكتابات خضر والذي أنشأه خازندار الأمير شيخو واسمه. جامع البكجريّ هذا الجامع بحكر البكجري قريبًا من الدكة تعطلت الصلاة فيه منذ خربت تلك الجهات. جامع السروجيّ هذا الجامع بحكر. جامع كرجي هذا الجامع بحكر أقوش. جامع الفاخريّ هذا الجامع بسويقة الخادم الطواشي شهاب الدين فاخر المنصوريّ مقدّم المماليك السلطانية ومات في سابع ذي الحجة سنة سبع وثمانمائة وكان ذا مهابة وأخلاق حسنة مع سطوة شديدة ولهم بلبان الفاخريّ الأمير سيف الدين نقيب الجيوش مات في سنة سبع وتسعين وستمائة وولي نقابة الجيش بعد طيبرس الوزيري وكان جوادًا عارفًا بأمر الأجناد خيرًا كثير الترف. جامع ابن عبد الظاهر هذا الجامع بالقرافة الصغرى قبلي قبر الليث بن سعد كان موضعه يُعرف بالخندق أنشأه القاضي فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر الجذاميّ السعديّ الروحيّ من ولد روح بن زنباع الجذاميّ بجوار قبر أبيه وأوّل ما أقيمت به الخطبة في يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وكان يومًا مشهودًا لكثرة من حضر من الأعيان. ولد بالقاهرة في ربيع الاَخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة وسمع من ابن الجميزيّ وغيره وحدّث وكتب في الإنشاء وساد في دولة المنصور قلاون بعقله ورأيه وهمته وتقدّم على والده القاضي محيي الدين وهو ماهر في الإنشاء والكتابة بحيث كان من جملة من يصرّفهم بأمره ونهيه وكان الملك المنصور يعتمد عليه ويثق به ولما ولي القاضي فخر الدين بن لقمان الوزارة قال له الملك المنصور: من يلي عوضك كتابة السرّ فقال القاضي: فتح الدين بن عبد الظاهر فولاّه كتابة السرّ عوضًا عن ابن لقمان وتمكن من السلطان وحظي عنده حتى أنّ الوزير فخر الدين بن لقمان ناول السلطان كتابًا فأحضر ابن عبد الظاهر لقراءته على عادته فلما أخذ الكتاب من السلطان أمر الوزير أن يتأخر حتى يقرأه فتأخر الوزير ثم إن ابن لقمان صُرف عن الوزارة وأعيد إلى ديوان الإنشاء فتأدّب معه فلما ولي وزارة الملك الأشرف خليل بن قلاون شمس الدين بن السلعوس قال لفتح الدين: اعرض عليّ كل يوم ما تكتبه. فقال: لا سبيل لك إلى ذلك ولا يطلع على أسرار السلطان إلاّ هو فإن اخترتم وإلاّ عينوا عوضي فلما بلغ السلطان ذلك قال: صدق ولم يزل على حاله إلى أن مات وأبوه حيّ بدمشق في النصف من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة فوجد في تركته قصيدة مرثية قد عملها في رفيقه تاج الدين أحمد بن سعيد بن محمّد بن الأثير لما مرض وطال مرضه فاتفق أن عوفي ابن الأثير ولم يتأخر ابن عبد الظاهر بعد عافيته سوى ليال يسيرة ومرض ومات فرثاه ابن الأثير بعد موته وولى وظيفة كتابة السر عوضًا عنه ولم يكن ابن عبد الظاهر مجيدًا في صناعة الإنشاء إلا أنه دبر الديوان وباشره أحسن مباشرة ومن شعره: إن شئت تنظرني وتنظرُ حالتي فانظر إذا هب النسيمُ قبولا. فتراهُ مثلي رقةً ولطافةً ولأجل قلبكَ لا أقول عليلا. فهو الرسول إليك مني ليتني كنت اتخذتُ مع الرسول سبيلا. ولم يزل هذا الجامع عامرًا إلى أن حدثت المحن في سنة ست وثمانمائة واختلت القرافة لخراب ما حوله وهو اليوم قائم على أصوله. جامع الخندق. هذا الجامع بناحية الخندق خارج القاهرة ولم يزل عامرًا بعمارة الخندق فلما خربت مساكن الخندق تلاشى أمره ونقلت منه الجمعة وبقي معطلًا إلى شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة فأخذ الأمير طوغان الحسنيّ الدوادار عمده الرخام وسقوفه وترك جدرانه ومنارته وهي باقية وعما قليل تدثر كما دثر غيرها مما حولها. جامع جزيرة الفيل جامع الطواشي هذا الجامع خارج القاهرة فيما بين باب الشعرية وباب البحر أنشأه الطواشي جوهر السحرتيّ اللالا وهو من خدّام الملك الناصر محمد بن قلاون ثم إنه تأمّر في تاسع عشري شهر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة. جامع كراي هذا الجامع بالريدانية خارج القاهرة عمره الأمير سيف الدين كراي المنصوريّ في سنة إحدى وسبعمائة لكثرة ما كان هناك من السكان فلما خربت تلك الأماكن تعطل هذا الجامع وهو الآن جامع القلعة هذا الجامع بقلعة الجبل أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاون في سنة ثمان عشرةوسبعمائة وكان أوّلًا مكانه جامع قديم وبجواره المطبخ السلطانيّ والحوائجخاناه والفراشخاناه فهدم الجميع وأدخلها في هذا الجامع وعمره أحسن عمارة وعمل فيه من الرخام الفاخر الملوّن شيئًا كثيرًا وعمر فيه قبة جليلة وجعل عليه مقصورة من حديد بديعة الصنعة وفي صدر الجامع مقصورة من حديد أيضًا برسم صلاة السلطان فلما تمّ بناؤه جلس فيه السلطان بنفسه واستدعى جميع المؤذنين بالقاهرة ومصر وسائر الخطباء والقرّاء وأمر الخطباء فخطب كلّ منهم بين يديه وقام المؤذنون فأذنوا وقرأ القرّاء فاختار الخطيب جمال الدين محمد بن محمد بن الحسن القسطلانيّ خطيب جامع عمرو وجعله خطيبًا بهذا الجامع واختار عشرين مؤذناَ رتبهم فيه وجعل به قراء ودرسًا وقاريء مصحف وجعل له من الأوقاف ما يفضل عن مصارفه فجاء من أجلّ جوامع مصر وأعظمها وبه إلى اليوم يصلي سلطان مصر صلاة الجمعة والذي يخطب فيه ويصلي بالناس الجمعة قاضي القضاة الشافعيّ. جامع قوصون هذا الجامع داخل باب القرافة تجاه خانقاه قوصون أنشأه الأمير سيف الدين قوصون وعمر بجانبه حمامًا فعمرت تلك الجهة من القرافة بجماعة الخانقاه والجامع وهو باق إلى يومنا. جامع كوم الريش هذا الجامع عمارة دولات شاه. جامع الجزيرة الوسطى أنشأه الطواشي مثقال خادم تذكار ابنة الملك الظاهر بيبرس وهو عامر إلى يومنا هذا. جامع ابن صارم هذا الجامع بخط بولاق خارج القاهرة أنشأه محمد بن صارم شيخ بولاق فيما بين بولاق وباب البحر. جامع الكيمختي هذا الجامع يعرف اليوم بجامع الجنيّة وهو بجانب موضع الكيمخت على شاطىء الخليج من جملة أرض الطبالة كان موضعه دارًا اشتراها معلم الكيمخت وكان يعرف بالحمويّ وعملها جامعًا فضمن المعلم بعده رجل يُعرف بالرومي فوقف عليه مواضع وجدد له مئذنة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة ووسع في الجامع قطعة كانت منشرًا وكان قبل ذلك قد جدّد عمارته شخص يُعرف بالفقيه زين الدين ريحان بعد سنة تسعين وسبعمائة وعمر بجانبه مساكن وهو الآن عامر بعمارة ما حوله. جامع الست مسكة هذا الجامع بالقرب من قنطرة آق سنقر التي على الخليج الكبير خارج القاهرة أنشأته الست مسكة جارية الملك الناصر محمد بن قلاون وأقيمت فيه الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وقد ذكرت مسكة هذه عند ذكر الأحكار.
هذا الجامع بسويقة الجميزة من الحسينية خارج القاهرة أنشأه مظفر الدين بن الفلك. هذا الجامع في ناحية بولاق التكروريّ وهذه الناحية من جملة قرى الجيزة كانت تُعرف بمنية بولاق ثم عُرف ببولاق التكروري فإنه كان نزل بها الشيخ أبو محمد يوسف بن عبد اللّه التكروريّ وكان يعتقد فيه الخير وجربت بركة دعائه وحكيت عنه كرامات كثيرة منها أن امرأة خرجت من مدينة مصر تريد البحر فأخذ السودان ابنها وساروا به في مركب وفتحوا القلع فجرت السفينة وتعلقت المرأة بالشيخ تستغيث به فخرج من مكانه حتى وقف على شاطيء النيل ودعا الله سبحانه وتعالى فسكن الريح ووقفت السفينة عن السير فنادى من في المركب يطلب منهم الصبي فدفعوه إليه وناوله لأمّه وكان بمصر رجل دباغ أتاه عفص فأخذه منه أصحاب السلطان فأتى إلى الشيخ وشكا إليه ضرورته فدعا ربه فردّ الله عليه عفصه بسؤال أصحاب السلطان له في ذلك وكان يقال له لم لا تسكن المدينة فيقول: إني أشمّ رائحة كريهة إذا دخلتها. ويقال أنه كان في خلافة العزيز بن المعز وأن الشريف محمد بن أسعد الجوّاني جمع له جزأ في مناقبه ولما مات بُني عليه قبة وعُمل بجانبه جامع جدّده ووسعه الأمير محسن الشهابيّ مقدّم المماليك وولى تقدمة المماليك عوضًا عن الطواشي عنبر السحرتيّ أوّل صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ومات في. ثم أن النيل مال على ناحية بولاق هذه فيما بعد سنة تسعين وسبعمائة وأخذ منها قطعة عظيمة كانت كلها مساكن فخاف أهل البلدان أن يأخذ ضريح الشيخ والجامع لقربهما منه فنقلوا الضريح والجامع إلى داخل البلد وهو باق إلى يومنا هذا. جامع البرقية هذا الجامع بالقرب من باب البرقية بالقاهرة عمره الأمير مغلطاي الفخريّ أخو الأمير الماس الحاجب وكمل في المحرّم سنة ثلاثين وسبعمائة وكان ظالمًا عسوفًا متكبرًا جبارًا قبض عليه مع أخيه الماس في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وقتل معه. جامع الحرّانيّ. هذا الجامع بالقرافة الصغرى في بحري الشافعيّ عمره ناصر الدين بن الحرّانيّ الشرابيشي في سنة تسع وعشرين وسبعمائة. جامع بركة. هذا الجامع بالقرب من جامع ابن طولون يُعرف خطه بحدرة ابن قميحة عمره شخص من الجند يعرف ببركة كان يباشر أستادارية الأمراء ومات بعد سنة إحدى وثمانمائة. جامع بركة الرطليّ هذا الجامع كان يُعرف موضعه ببركة الفول من جملة أرض الطبالة فلما عمرت بركة الرطليّ كما تقدّم ذكره أنشيء هذا الجامع وكان ضيقًا قصير السقف وفيه قبة تحتها قبر يزار وهو قبر الشيخ خليل بن عبد ربه خادم الشيخ عبد العال وتوفي في المحرّم سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة فلما سكن الوزير الصاحب سعد الدين إبراهيم بن بركة البشريّ بجوار هذا الجامع هدمه ووسع فيه وبناه هذا البناء في سنة أربع عشرة وثمانمائة. وولد البشريّ في سابع ذي القعدة سنة ست وستين وسبعمائة وتنقل في الخدم الديوانية حتى ولي نظر الدولة إلى أن قتل الأمير جمادي الدين يوسف الأستادار فاستقرّ بعده في الوزارة بسفارة فتح الدين فتح الله بن كاتب السرّ في يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وثمانمائة فباشر الوزارة بضبط جيد لمعرفته الحساب والكتابة إلاّ أنها كانت أيام محن احتاج فيها إلى وضع يده وأخذ الأموال بأنواع الظلم فلما قُتل الملك الناصر فرج واستبدّ الملك المؤيد شيخ صرفه عن الوزارة في يوم الخميس خامس جمادى الأولى سنة ست عشرة وثمانمائة ودفن بالقرافة وهذا الجامع عامر بعمارة ما حوله. هذا الجامع فيما بين الطبلخاناه السلطانية وباب القلعة المعروف بباب المدرّج علىرأس الضوّة أنشأه الأمير الكبير شيخ المحمودي لما قدم من دمشق بعد قتل الملك الناصر فرج وإقامة الخليفة أمير المؤمنين المستعين بالله العباسيّ ابن محمد في سنة خمس عشرة وثمانمائة وسكن بالإصطبل السلطاني فشرع في بناء دار يسكنها فلما استبد بسلطنه مصرٍ وتلقب بالملك المؤيد استغنى عن هذه الدار وكانت لم تكمل فعملها جامعًا وخانقاه وصارت الجمعة تقام به. جامع الحوش. هذا الجامع في داخل قلعة الجبل بالحوش السلطانيّ أنشأه السلطان الملك الناصرفرج بن برقوق في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة فصار يُصلي فيه الخدّام وأولاد الملوك من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاون إلى أن قُتل الناصر فرج. جامع الاصطبل. هذا الجامع في الإصطبل السلطانيّ من قلعة الجبل عمره. جامع ابن التركماني. هذا الجامع بالمقس خارج القاهرة. هذا الجامع بخط السبع سقايات فيما بين القاهرة ومصر يطلّ على بركة قارون أنشأه جامع الباسطيّ. هذا الجامع في بولاق خارج القاهرة أدركتُ موضعه وهو مطلّ على النيل طول السنة أنشأه شخص من عرض الفقهاء يُعرف في سنة سبع عشرة وثمانمائة. جامع الحنفيّ. هذا الجامع خارج القاهرة أنشأه الشيخ شمس الدين محمد بن حسن بن عليّ الحنفيّ في سنة سبع عشرة وثمانمائة. جامع ابن الرفعة. هذا الجامع خارج القاهرة بحكر الزهريّ أنشأه الشيخ فخر الدين عبد المحسن بن الرفعة بن أبي المجد العدويّ. جامع الإسماعيليّ. أنشأه الأمير أركون الإسماعيلي على البركة الناصرية في شعبان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. جامع الزاهد. هذا الجامع بخط المقس خارج القاهرة كان موضعه كوم تراب فنقله الشيخ المعتقد أحمد بن المعروف بالزاهد وأنشأ موضعه هذا الجامع فكمل في شهر رمضان سنة ثمان عشرة ثمانمائة وهدم بسببه عدّة مساجد قد خرب ما حولها وبني بأنقاضها هذا الجامع وكان ساكنًا مشهورًا بالخير يعظ الناس بالجامع الأزهر وغيره ولطائفة من الناس فيه عقيدة حسنة ولم يسمع عنه إلاّ خير مات يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الأوّل سنة تسع عشرة وثمانمائة أيام الطاعون ودفن بجامعه. جامع ابن المغربيّ. هذا الجامع بالقرب من بركة قرموط مطلّ على الخليج الناصريّ أنشأه صلاح الدين يوسف بن المغربيّ رئيس الأطباء بديار مصر وبنى بجانبه قبة دفن فيها وعمل به درسًا وقرّاء ومنبرًا يخطب عليه في يوم الجمعة وكان عامرًا بعمارة ما حوله فلما خرب خط بركة قرموط تعطل وهو آيل إلى أن يُنقض ويباع كما بيعت أنقاض غيره. جامع الفخريّ. هذا الجامع بجوار دار الذهب التي عرفت بدار بها در الأعسر المجاورة لقبو الذهب من خط بين السورين فيما بين الخوخة وباب سعادة ويتوصل إليه أيضًا من درب العدّاس المجاورة لحارة الوزيرية أنشأه الأمير فخر الدين عبد الغنيّ بن الأمير تاج الدين عبد الرزاق بن أبي الفرج الأستادار في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وخطب فيه يوم الجمعة ثامن عشري شعبان من السنة المذكورة وعمل فيه عدّة دروس وأوّل من خطب فيه الشيخ ناصر الدين محمد بن عبد الوهاب بن محمد البارنباريّ الشافعيّ ثم تركه تنزهًا عنه وفي يوم الأحد ثامن شهر رمضان جلس فيه الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الدائم البرماويّ الشافعيّ للتدريس وأضيف إليه مشيخة التصوّف وقرّر قاضي القضاة شمس الدين محمد الديريّ المقدسيّ الحنفيّ في تدريس الحنفية وفي تدريس المالكية قاضي القضاة جمال الدين عبد الله بن مقداد المالكي وحضر البرماويّ وظيفة التصوّف بعد عصر يومه فمات الأمير فخر الدين في نصف شوّال منها ولم يكمل فدفن هناك. الجامع المؤيدي. هذا الجامع بجوار باب زويلة من داخله كان موضعه خزانة شمائل حيث يسجن أرباب الجرائم وقيسارية سنقر الأشقر ودرب الصفيرة وقيسارية بهاء الدين أرسلان. أنشأه السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحموديّ الظاهري فهو الجامع لمحاسن البنيان الشاهد بفخامة أركانه وضخامة بنيانه أن مُنشئه سيد ملوك الزمان يحتقر الناظر له عند مشاهدته عرش بلقيس وإيوان كسرى أنو شروان ويستصغر من تأمل بديع أسطوانه الخورنق وقصر غمدان ويعجب من عرف أوليته من تبديل الأبدال وتنقل الأمور من حال إلى حال بينا هو سجن تزهق فيه النفوس ويضام المجهود إذ صار مدارس اَيات وموضع عبادات ومحل سجود فالله يعمره ببقاء منشئه ويعلي كلمة الأيمان بدوام ملك بانيه. هممُ الملوكِ إذا أراد واذكرها من بعدهم فبألسُنِ البنيانِ. أو ما ترى الهرمينِ قد بقيا وكَم ملك محاهُ حوادثُ الأزمانِ. إن البناء إذا تعاظمَ قدرُه أضحى يدلُ على عظيمِ الشانِ. وأول ما ابتدىء به في أمر هذا الجامع أن رسم في رابع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وثمانمائة بانتقال سكان قيسارية سنقر الأشقر التي كانت تجاه قيسارية الفاضل ثم نزل جماعة من أرباب الدولة في خامسه من قلعة الجبل وابتدىء في الهدم في القيسارية المذكورة وما يجاورها فهدمت الدور التي كانت هناك في درب الصفيرة وهدمت خزانة شمائل فوجد بها من رمم القتلى ورؤوسهم شيء كثير وأفرد لنقل ما خرج من التراب عدّة من الجمال والحمير بلغت علائقهم في كل يوم خمسمائة عليقة. وكان السبب في اختيار هذا المكان دون غيره أن السلطان حُبس في خزانة شمائل هذه أيام تغلب الأمير منطاش وقبضه على المماليك الظاهرية فقاسى في ليلة من البق والبراغيث شدائد فنذر للّه تعالى إن تيسر له ملك مصر أن يجعل هذه البقعة مسجدًا لله عز وجلّ ومدرسة لأهل العلم فاختار لذلك هذه البقعة وفاء لنذره. وفي رابع جمادى الآخرة كان ابتداء حفر الأساس وفي خامس صفر سنة تسع عشرة وثمانمائة. وقع الشروع في البناء واستقرّ فيه بضع وثلاثون بناءً ومائة فاعل ووفيت لهم ولمباشريهم أجورهم من غير أن يكلف أحد في العمل فوق طاقته ولا سُخِّر فيه أحد بالقهر فاستمرّ العمل إلى يوم الخميس سابع عشر ربيع الأوّل فأشهد عليه السلطان أنه وقف هذا مسجدًا لله تعالى ووقف عليه عدة مواضع بديار مصر وبلاد الشام وتردّد ركوب السلطان إلى هذه العمارة عدة مرار. وفي شعبان طلبت عمد الرخام وألواح الرخام لهذا الجامع فأخذت من الدور والمساجد وغيرها وفي يوم الخميس سابع عشري شوّال نقل باب مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاون والتنور النحاس المكفت إلى هذه العمارة وقد اشتراهما السلطان بخمسمائة دينار وهذا الباب هو الذي عمل لهذا الجامع وهذا التنور هو التنور المعلق تجاه المحراب وكان الملك الظاهر برقوق قد سدّ باب مدرسة السلطان حسن وقطع البسطة التي كانت قدامه كما تقدّم فبقي مصراعا الباب والسدّ من ورائهما حتى نقلا مع التنور الذي كان معلقًا هناك. وفي ثامن عشرية دفنت ابنة صغيرة للسلطان في موضع القبة الغربية من هذا الجامع وهي ثاني ميت دفن بها وانعقدت جملة ما صرف في هذه العمارة إلى سلخ ذي الحجة سنة تسع عشرة على أربعين ألف دينار ثم نزل السلطان في عشري المحرّم إلى هذه العمارة ودخل خزانة الكتب التي عَملت هناك قد حمل إليها كتبًا كثيرة في أنواع العلوم كانت بقلعة الجبل وقدّم له ناصر الدين محمد البارزي كاتب السرّ خمسمائة مجلد قيمتها ألف دينار فأقرّ ذلك بالخزانة وأنعم على ابن البارزيّ بأن يكون خطيبًا وخازن المكتب هو ومن بعده من ذرّيته. وفي سابع عشر شهر ربيع الآخر منها سقط عشرة من الفعلة مات منهم أربعة وحمل ستة بأسوء حال. وفي يوم الجمعة ثاني جمادى الأولى أقيمت الجمعة به ولم يكمل منه سوى الإيوان القبليّ وخطب وصلى بالناس عز الدين عبد السلام المقدسيّ أحد نواب القضاة الشافعية نيابة عن ابن البارزيّ كاتب السرّ. وفي يوم السبت خامس شهر رمضان منها ابتدىء بهدم ملك بجوار ربع الملك الظاهر بيبرس مما اشتراه الأمير فخر الدين عبد الغني بن أبي الفرج الاستادار ليعمل ميضأة واستمرّ العمل هناك ولازم الأمير فخر الدين الإقامة بنفسه واستعمل مماليكه والزامه فيه وجدّ في العمل كلّ يوم فكملت في سلخه بعد خمسة وعشرين يومًا ووقع الشروع في بناء حوانيت على بابها من جهة تحت الربع ويعلوها طباق وبلغت النفقة على الجامع إلى أخريات شهر رمضان هذا سوى عمارة الأمير فخر الدين المذكور زيادة على سبعين ألف دينار وتردّد السلطان إلى النظر في هذا الجامع غير مرّة. فلما كان في أثناء شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين ظهر بالمئذنة التي أنشئت على بدنة باب زويلة التي تلي الجامع إعوجاج إلى جهة دار التفاح فكتب محضر بجماعة المهندسين أنها مستحقة الهدم وعرض على السلطان فرسم بهدمها فوقع الشروع في الهدم يوم الثلاثاء رابع عشرية واستمرّ في كل يوم فسقط يوم الخميس سادس عشرية منها حجر هدم مُلكًا تجاه باب زويلة هلك تحته رجل فغلق باب زويلة خوفًا على المارّة من يرم السبت إلى آخر يوم الجمعة سادس عشري جمادى الأولى مدّة ثلاثين يومًا ولم يُعهد وقوع مثل هذا قط منذ بنيت القاهرة. وقال أدباء العصر في سقوط المنارة المذكورة شعرًا كثيرًا منه ما قاله حافظ الوقت شهاب الدين أحمد بن عليّ بن حجر الشافعيّ رحمه الله: لجامِعِ مولانا المؤيد رونق منارتُهُ تزهو مِنَ الحسنِ والزينِ. تقول وقد مالت عليهم تمهلوا فليس على جسمي أضر من العين. فتحدث الناس أنه في قوله بالعين قصد التورية لتخدم في العين التي تصيب الأشياءفتتلفها وفي الشيخ بدر الدين محمود منارة كعروس الحسن إذ جليت وهدمها بقضاء الله والقدر قالوا أصيبت بعين قلت ذا غلط ما أوجب الهدم إلا خشية الحجر يعرّض بالشهاب ابن حجر وكل منهما لم يصب الغرض فإن العينيّ بدر الدين محمودًا ناظر الأحبَاس والشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر كل منهما ليس له في المئذنة تعلق حتى تخدم التورية وأقعد منهما بالتورية من قال: على البرج من بابي زويلةَ أسسَّت منارةُ بيتِ اللَّهِ والمعهدُ المنجي. فأخلى بها البرجُ اللعينُ أمالها ألا فاصرخوا يا قومُ باللَّعْنِ للبرجِ. وذلك أن الذي ولى تدبير أمر الجامع المؤيديّ هذا وولى نظر عمارته بهاء الدين محمد بن البرجيّ فخدمت التورية في البرجي كما ترى وتداول هذا الناس فقالي آخر: عتبنا على ميل المنارِ زويلة وقلنا تركتَ الناسَ بالميل في هرجِ. فقال قريني برجُ نحس أمالني فلا باركَ الرحمنُ في ذلكَ البرجِ. وقال الأديب شمس الدين محمد بن أحمد بن كمال الجوجريّ أحد الشهود: منارة لثواب اللَّهِ قد بُنيَت فكيف هُدَّت فقالوا نوضحُ الخبرا. أصابَتِ العينُ أحجارًا بها انفلَقت ونظرَةُ العينِ قالوا تفلُقُ الحجرا. منارةٌ قد هُدِمَت بالقضا والناسُ في هرجِ وفي رهجٍ. أمالها البرج فمالت بِه فلعَنَةُ اللهِ علىالبُرجِ. وفي ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين استقرّ الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر في تدريس الشافعية والشيخ يحيى بن محمد بن أحمد العجيسيّ البجاءي المغربيّ في تدريس المالكية وعز الدين عبد العزيز بن علي بن الفخر البغداديّ في تدريس الحنابلة وخلع عليهم بحضرة السلطان فدرس ابن حجر بالمحراب في يوم الخميس ثالث عشرة ونزل السلطان وأقبل ليحضر عنده وهو في إلقاء الدرس ومنعه من القيام له فلم يقم واستمرّ فيما هو بصدده وجلس السلطان عنده مليًا ثم درّس يحيىالمغربيّ في يوم الخميس خامس عشرة ودرّس فيه أيضًا الفخر البغداديّ وحضر معهما قضاة القضاة والمشايخ. وفي سابع عشَرِةِ استقر بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد العينتابي ناظر الأحباس في تدريس الحديث النبوي واستقر شمس الدين محمد بن يحيى في تدريس القراءات السبع. وفي يوم الجمعة حادي عشرة شوّال منها نزل السلطان إلى هذا الجامع وقد تقدّم إلى المباشرين من أمسه بتهيئة السماط العظيم للمدة فيه والسّكرِ الكثير لتُملأ البركة التي بالصحن من السكَّرِ المذاب والحلوى الكثيرة فهيىء ذلك كله وجلس السلطان بكرة النهار بالقرب من البركة في الصحن على تخت واستعرض الفقهاء فقرّر من وقع اختياره عليه في الدروس ومدّ السماط العظيم بأنواع المطاعم وملئت البركة بالسكر المذاب فأكل الناس ونهبوا وارتووا من السكر المذاب وحملوا منه ومن الحلوى ما قدروا عليه. ثم طلب قاضي القضاة شمس الدين محمد بن سعد الديريّ الحنفيّ وخلع عليه كاملية صوف بفرو سمور واستقرّ في مشيخة التصوف وتدريس الحنفية وجلس بالمحراب والسلطان عن يمينه ويليه ابنه المقام الصارميّ إبراهيم وعن يساره قضاة القضاة ومشايخ العلم وحضر أمراء الدولة ومباشروها فألقى درسًا مفيدًا إلى أن قرب وقت الصلاة فدعا بفض المجلس ثم حضرت الصلاة فصعد ناصر الدين محمد بن البارزيّ كاتب السرّ المنبر فخطب وصلى ثم خلع عليه واستقر خطيبًا وخازن الكتب خلع على شهاب الدين أحمد الأذرعيّ الإمام واستقرّ في إمامة الخمس وركب السلطان وكان يومًا مشهودًا. ولما مات المقام الصارميّ إبراهيم بن السلطان دفن بالقبة الشرقية ونزل السلطان حتى شهد دفنه في يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وأقام حتى صلى به الخطيب محمد البارزيّ كاتب السرّ صلاة الجمعة بعدما خطب خطبة بليغة ثم عاد إلى القلعة وأقام القرّاء على قبره يقرؤون القرآن أسبوعًا والأمراء وسائر أهل الدولة يتردّدون إليه وكانت ليالي مشهودة. وفي يوم السبت آخره استقرّ في نظر الجامع المذكور الأمير مقبل الدوادار وكاتب السر ابن البارزيّ فنزلا إليه جميعًا وتفقدا أحواله ونظرا في أموره فلما مات ابن البارزي في ثامن شوّال منها انفرد الأمير مقبل بالتحدث إلى أن مات السلطان في يوم الاثنين ثامن المحرّم سنة أربع وعشرين وثمانمائة فدفن بالقبة الشرقية ولم تكن عمرت فشرع في عمارتها حتى كملت في شهر ذي القعدة منها وكذلك الدرج التي يصعد منها إلى باب هذا الجامع من داخل باب زويلة لم تُعمل إلاّ في شهر رمضان منها وبقيت بقايا كثيرة من حقوق هذا الجامع لم تُعمل منها القبة التي تقابل القبة المدفون تحتها السلطان والبيوت المعدة لسكن الصوفية وغير ذلك فأفرد لعمارتها نحو من عشرين ألف دينار واستقرّ نظر هذا الجامع بعد موت السلطان بيد كاتب السرّ. الجامع الأشرفيّ هذا الجامع فيما بين المدرسة السيوفية وقيسارية العنبر كان موضعه حوانيت تعلوهارباع ومن ورائها ساحات كانت قياسر بعضها وقف على المدرسة القطبية فابتدأ الهدم فيها بعدما استبدلت بغيرها أول شهر رجب سنة ست وعشرين وثمانمائة وبنى مكانها فلما عمر الإيوان القبليّ أقيمت به الجمعة في سابع جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وخطب به الحموي الواعظ وقد ولى الخطابة المذكورة. الجامع الباسطيّ. هذا الجامع بخط الكافوري من القاهرة كان موضعه من جملة أراضي البستان ثم صار مما اختط كما تقدم ذكره فأنشأه القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدمشقيّ ناظر الجيوش في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ولم يسخر أحدًا في عمله بل وفيّ لهم أجورهم حتى كمل في أحسن هندام وأكيس قالب وأبدع زيّ ترتاح النفوس لرؤيته وتبتهج عند مشاهدته فهو الجامع الزاهر والمعبد الباهي الباهر ابتديء فيه بإقامة الجمعة في يوم الجمعة الثاني من صفر سنة ثلاث وعشرين ورتب في خطابته فتح الدين أحمد بن محمد بن النقاش أحد شهود الحوانيت وموقعي القضاة ثم رتب به صوفية وولى مشيخة التصوف عز الدين عبد السلام بن داود بن عثمان المقدسيّ الشافعيّ أحد نوّاب الحكم فكان ابتداء حضورهم بعد عصر يوم السبت أوّل شهر رجب منها وأجرى للفقراء الصوفية الخبز في كلّ يوم والمعلوم في كلّ شهر وبنى لهم مساكن وحفر صهريجًا يملأ من ماء النيل ويُسبل في كل يوم فعمّ نفعه وكثر خيره. ثم تجدّد في بولاق جامع ابن الجابي وجامع ابن السنيتيّ وتجدد في مصر جامع الحسنات بخط دار النحاس وفي حكر الصبان الجامع المعروف بالمستجد وبجامع الفتح وفي حارة الفقراء جامع عبد اللطيف الطواشي الساقي. وتجدّد في خارج القاهرة بسويقة صفية جامع ابن درهم ونصف وفي خط معدّية فريج جماع كزل بغا وفي رأس درب النيديّ جامع حارس الطير وفي سويقة عصفور جامع القاضي أمين الدين بجانب زاوية الفقيه المعتقد أبي عبد الله محمد الفارقانيّ بنى في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وبخط البراذعيين ورأس حارة الحرمين جامع الحاج محمد المعروف بالمسكين مهتار ناظر الخاص. وتجدّد في المراغة جامع الشيخ أبي بكر المعرّف بناه الحاج أحمد القماح وأقيمت خطبة بخانكاه الأمير جاني بك الأشرفيّ خارج باب زويلة وتوفي يوم الخميس سابع عشرى ربيع الأوّل سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وبخط باب اللوق جامع مقدّم السقائين قريبًا من جامع الست نصرة وبخط تحت الربع خارج باب زويلة جامع. وتجدّد بالصحراء قريبًا من تربة الظاهر برقوق خطبة في تربة السلطان الملك الأشرف برسباي الدقاقيّ. وتجدد في آخر سويقة أمير الجيوش بالقاهرة جامع أنشأه الفقير المعتقد محمد الغمريّ وأقميت به الجمعة في يوم الجمعة رابع ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة قبل أن يكمل. وتجدد في زاوية الشيخ أبي العباس البصير التي عند قنطرة الخرق خطبة. وتجدد في حدرة الكماجيين من أراضي اللوق خطبة بزاوية مطلة على غيط العدة وتجدد بالصحراء خطبة في تربة الأمير مشير الدولة كافور الزمام وتوفي في خامس عشر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثمانمائة. وتجدّد بخط الكافوريّ خطبة أحدثها بنو وفاء في جامع لطيف جدًا. وتجدّد بمدرسة ابن البقريّ من القاهرة أيضًا خطبة في أيام المؤيد شيخ. وتجدّد بحارة الديلم خطبة في مدرسة أنشأها الطواشي مشير الدولة المذكور. وتجدّد عند قنطرة قدادار خطبة أنشأها شاكر البناء وخطبة بالقرب منها في جامع أنشأه الحاج إبراهيم البرددار الشهير بالحمصاني أحد الفقراء الأحمدية السطوحية في حدود الثلاثين والثمانمائة.
|